ناس مصر

اخلاص عوض يسن تكتب: “أبيي تجمعنا: شعب واحد لرؤية مشتركة ومستقبل آمن”

alt=

 

✍️: إخلاص عوض يسن 

ekhlasawed@gmail.com 

في خطوة تعكس تمسك مجتمع أبيي بوحدته التاريخية وانتمائه للسودان، عقدت الهيئة الشعبية لمجتمع منطقة أبيي مؤتمرًا صحفيًا لمناهضة مشروع الاستفتاء الأحادي الذي يهدد استقرار المنطقة ونسيجها الاجتماعي.

مشروع الهيئة الشعبية وأهدافها

تأسست الهيئة الشعبية لمجتمع أبيي كمنصة جامعة تهدف إلى الحفاظ على حقوق أهل المنطقة وحماية إرثها التاريخي والاجتماعي. تؤكد الهيئة أن أبيي ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي مدينة سودانية ذات جذور ضاربة في التاريخ، ويجب أن تحظى بمسار قانوني يحفظ استقرارها ويجنبها الانزلاق إلى الفوضى. كما تشدد على ضرورة الالتزام ببروتوكول أبيي كمرجعية أساسية لحل النزاع بطريقة عادلة تحفظ حقوق الجميع.

الاستفتاء الأحادي: شرعية غائبة

وسؤال بلا إجابة

طرح المؤتمر الصحفي تساؤلات جوهرية حول الأساس الذي يستند إليه مشروع الاستفتاء الأحادي في ظل غياب حكومة رسمية في أبيي. فمن الذي دعا إلى هذا الاستفتاء؟ ومن أجازه؟ وهل يمكن لمثل هذه الإجراءات أن تكون قانونية دون وجود سلطة معترف بها تشرف عليها؟ إن أي خطوة تتخذ بشكل أحادي ومن طرف واحد تهدد السلام والاستقرار، وتفتح الباب أمام نزاعات جديدة قد يدفع ثمنها الأبرياء من الجانبين.

دور المجتمع ومسؤولية الدولة

أكدت الهيئة الشعبية أن المجتمع هو الأساس في قيادة الدولة وليس العكس، وأن دوره في التنمية والاستقرار لا يمكن تجاهله أو تجاوزه. طالبت الهيئة الحكومة السودانية بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه أبيي، معتبرة أن الوضع الحالي لا يحتمل المزيد من التراخي أو التجاهل. كما وجهت رسالة واضحة إلى حكومة جنوب السودان، مفادها أن مستقبل المنطقة لا يجب أن يُبنى على فرض الأمر الواقع، بل عبر الحوار والتوافق الذي يضمن حقوق جميع مكوناتها.

ما الذي يريده الشعب بعيدًا عن السياسة؟

في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يطرح المجتمع سؤالًا جوهريًا: ماذا يريد أهل أبيي بعيدًا عن المزايدات السياسية؟ الجواب واضح وصريح – يريدون السلام، يريدون الأمن، يريدون أن يعيشوا حياة كريمة بعيدًا عن ويلات الحرب والنزاعات. لهذا، تعمل الهيئة الشعبية على مشروع أمل للقبول، حيث تسعى من خلال الاجتماعات المتواصلة والعصف الذهني إلى إيجاد حلول تحقق التعايش السلمي وتضمن مستقبلًا مستقرًا للأجيال القادمة.

أبيي: تاريخ من التماسك الاجتماعي والتطور الإداري

تعتبر أبيي منطقة تمتد على مساحة 10,460 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها نحو 450 الف مواطن موزعين على 33 قرية. ومنذ عام 1905 وحتى 2005، كانت المجتمعات المحلية في المنطقة تعيش حالة من التماسك رغم التحديات. وخلال العقود الماضية، شهدت تطورات إدارية تمثلت في تكوين أجسام إدارية ومجالس تشريعية، ما يعكس وعي المجتمع بأهمية التنظيم والإدارة المحلية.

القانون والمجتمع: تجاوز الأزمات من أجل التعايش

رغم الأزمات التي مرت بها أبيي، إلا أن المجتمع فيها يمتلك قدرة هائلة على تجاوز الخلافات والحفاظ على نسيجه الاجتماعي. فالعلاقات الممتدة بين المكونات القبلية، والعادات والتقاليد المشتركة، أسهمت في ترسيخ مفهوم التعايش السلمي. لكن بعد عام 1984، شهدت المنطقة تحولات كبيرة، ما استدعى ظهور مبادرات مجتمعية مثل “حراس الوطن” التي تضم أبناء دينكا نقوك والمسيرية تيت باي، والذين يعملون على حل المشكلات المشتركة عبر الحوار والتفاهم.

التجارة كجسر للتواصل والحل السلمي

يمثل سوق النعام نموذجًا حيًا للعلاقات التجارية المشتركة بين المجتمعات المحلية، حيث تلتقي المصالح الاقتصادية رغم التعقيدات السياسية. وهذا يثبت أن المصالح المتداخلة بين المكونات الاجتماعية يمكن أن تكون أساسًا لحلول مستدامة.

رفض قاطع للاستفتاء الأحادي ودور الشباب في صياغة المستقبل

جددت الهيئة الشعبية رفضها القاطع للاستفتاء الأحادي، مؤكدة أن مستقبل أبيي لا يمكن تقريره بقرارات فردية. كما شددت على أن الشباب يجب أن يكونوا في طليعة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار، عبر تبني مشاريع تنموية تعزز فرص التعايش والتقدم.

 رسالة إلى الحكومتين والمجتمع الدولي

في نهاية المؤتمر الصحفي، وجهت الهيئة الشعبية رسالة واضحة إلى حكومة السودان وحكومة جنوب السودان والمجتمع الدولي: إن الحل في أبيي لا يكون عبر فرض الأمر الواقع، بل من خلال احترام المواثيق والقوانين، والاستماع إلى صوت أهل المنطقة الذين يريدون العيش بسلام بعيدًا عن الصراعات السياسية والعسكرية.

أبيي ليست مجرد قضية سياسية، بل هي موطن للآلاف الذين يستحقون العيش بكرامة وأمان. ناشدت الهيئه في خواتيم الموتمر المجتمع الدولي، والاتحاد الإفريقي، ودول الإقليم، وكل أصحاب المصلحة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية تجاه قضية أبيي، وأن يدعموا مسار الحل السلمي القائم على التوافق، لا على الإقصاء والاستفراد بالقرار.

 

اكدو اليوم، وبكل وضوح، أنهم يسظلو متمسكين بحقوقهم ، ومدافعين عن وحدة مجتمع ابيي ، ولن يقبلو بأي خطوة تُفرض عليهم دون مشاركه كاملة عادلة. أكد المتحدثين بأنهم دعاة سلام، لكنهم أيضًا أصحاب حق، وسوف يظلو صفًا واحدًا في وجه أي محاولة لطمس هويتهم أو مصادرة وسلب إرادتهم

Exit mobile version