اهل بلدي الكرام يا أبناء أرض الكنانة، يا من تجري في عروقكم دماء الأجداد العظماء… الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، ولا شعارات تُرفع، الوطن هو العمل، هو الإخلاص، هو أن تُتقن ما بين يديك كأنك تحرس به حدود البلاد.
اليوم، وفي هذه اللحظة، هناك رجال يقفون في وجه العدو، يسهرون لتحيا مصر آمنة، يقدمون أرواحهم فداءً لهذا الوطن العظيم. فماذا قدّمنا نحن؟ هل ننتظر أن يسألنا التاريخ ماذا فعلتم؟ أم نبدأ من الآن، من مواقعنا، مهما كانت صغيرة، ونجعلها ساحةً للبناء والعطاء؟
كل عامل في مصنعه، كل معلم في مدرسته، كل طبيب في مشفاه، كل فلاح في أرضه، كل مهندس في مشاريعه… هذا هو الوطن، أن تعمل وكأن مصر كلها بين يديك، أن تُبدع وكأنك تبني مجدها، أن تكون أمينًا لأن الأمانة هي التي تبني الأوطان.
إن لم يظهر الإخلاص اليوم، فمتى سيظهر؟ إن لم نتقن أعمالنا الآن، فمتى سنفعل؟ الوطن لا ينتظر، والتاريخ لا يرحم، ومصر تحتاج إلينا جميعًا.
أن الوطن لا يُبنى إلا بالعمل الجاد والاحترام للقانون. كل من يتجاوز حدود القانون، أو يعبث بأمنه واستقراره، هو خائن. لا يُمكن أن نعتبر أي شخص يعمل على هدم ما بناه الآخرون، أو يسعى للإفساد في الأرض، جزءًا من هذا الشعب العظيم. هؤلاء الذين يعبثون بمقدرات الوطن، أو يزرعون الفتنة في صفوفه، لا مكان لهم بيننا، لأن خيانة الوطن والفساد هو خيانة لكل من سعى لبنائه وتعزيزه. علينا أن نكون حصنًا منيعًا ضد هؤلاء الذين يريدون أن يشوهوا صورة مصر ويوقفوا عجلة تقدمها.
فلنحفظ بلدنا بالقانون، ولنحميها بالعمل الصادق، ولنعمل معًا لبناء مصر قوية، مزدهرة، وعالية بفضل أبناءها المخلصين.
كونوا على قدر المسؤولية، فالجنود يحمون الوطن بأرواحهم، ونحن نحميه بإخلاصنا في العمل. والله لن تبنى مصر إلا بسواعد مخلصة، ولن يعلو شأنها إلا بأبناء يحبونها حب الفعل، لا حب القول فقط.
تحيا مصر… تحيا بسواعد أبنائها المخلصين.
