بقلم / جرجس بشرى
في واقعة خطيرة وفضيحة من العيار الثقيل ، خرج علينا أمس الناشط الحقوقي ” مجدي خليل ” في حوار على قناة i24 الإسرائيلية .. الحوار أثار موجة من الغضب والاستنكار الشديدين .. وأنا شخصيا لم يكن غريبا بالنسبة لي ظهور مجدي خليل على قناة لدولة مُعادية ، يُحرض ضد مصر والجيش والأزهر ويعرض مشاكل الأقباط عليها ، ويتهم الدولة الوطنية المصرية بنشر الكراهية ويحرض ضدها ويقول انها تتفق مع إيران فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وان مصر تتاجر بالقضية الفلسطينية !!.. ظهر مجدي خليل في الحلقة يمسح عقول المغيبين والبسطاء ويُجمل الوجه القبيح لدولة الكيان التي استباحت كل القيم الإنسانية والقانون الدولي ،ولن اكون مبالغا إذا قلت إنه نجح ببراعة في أن يجعل من نفسه إلعوبة في أيدي قوى معادية ،وأن يكون ذراعا دعائيا لدولة الكيان ومسحوقا تجميليا لسياساتها ومخططاتها القبيحة في المنطقة ! ، والحق اقول أن مجدي خليل أصبح صوتا منبوذا حتى من غالبية أقباط المهجر الشرفاء الذين يرفضون اجندته المشبوهة ، وهذا واقعا لا يستطيع مجدي خليل إنكاره ، بدليل فشل المظاهرة التي دعا إليها الاقباط أمام الكونجرس الامريكي الشهر الماضي لطرح ما أسماه ” رعاية الدولة المصرية لمخطط إضطهاد الأقباط وخطف القبطيات وأسلمتهن قسريا ” ! رغم الجهود الجبارة التي بذلها في حشد الأقباط لحضور التظاهرة ، حيث حضر عدد هزيل أصابه وأصاب ” صبيانه” بلوثة أفقدتهم توازنهم وكشفت شعبيتهم الزائفة وبطولاتهم الكرتونية أمام العالم ، وأمام الكونجرس الامريكي نفسه ! ، كما مُنيت حملته الدولية المشبوهة لجمع 100 الف توقيع لتقديمها للكونجرس الامريكي والرئيس ترامب بغرض إصدار قانون يفرض عقوبات على مصر تحت مزاعم اضطهاد الاقباط وخطف القبطيات وأسلمتهن قسريا ، بفشل ذريع ، حيث لم يكن يتوقع الرفض القبطي في الداخل والخارج لهذه الحملة المشبوهة ضد مصر ، فقد استطاع فقط جمع 2500 توقيع من 100 ألف توقيع !! ، ومن الامور التي يجب أن نؤكد عليها أن مجدي خليل لا يمثل إلا نفسه وصبيانه فقط ، ولا يستغرب أحد من مصطلح صبيانه لأن ” وجيه رؤوف ” المدير التنفيذي لهيئة أقباط اوروبا بالنمسا ،من أحد الداعمين له بقوة في هذه الحملات المشبوهة قد خرج في فيديو بالصوت والصورة يعترف أنه واتباعه صبي من صبيان مجدي خليل !! ــ يا للعار ــ كما يجب التأكيد أيضا على نقطة مهمة وهي أن مطالب مجدي خليل بالحماية الدولية للاقباط وفرض عقوبات على مصر لا تعبر عن الموقف الوطني الراسخ للكنيسة القبطية الارثوذكسية الوطنية طيلة تاريخها والذي يرفض أي مطالب للحماية الدولية للأقباط أو استغلال الورقة القبطية للضغط على مصر والتدخل في شئونها الداخلية ، فموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثابت لا تتزحزح عنه ولا تساوم عليه أو تُفرط فيه ،، وهذا ما يجعل مجدي خليل يشن حربا قذرة وبلا هوادة على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويتهمها بالإنبطاح والخنوع ! ، بل ووصل به الامر للهجوم الشرس على بعض القديسين الكبار في الكنيسة مثل القديس ديسقوروس بطل الأرثوذكسية وشتمه وهو ما يجعل مجدي خليل واقعا تحت العقوبة الكنسية ” لو كان أرثوذكسيا اصلا ” !! ، ومن الأمور المثيرة للدهشة أن المدعو مجدي خليل عندما يتحدث عن الأقباط يصور للمجتمع الدولي بأن هناك إقتتال وحرب أهلية بين الاقباط والمسلمين في مصر ، وهذا كذب وإفتراء ، فقد اعتاد مجدي خليل على انتهاج سياسة الخداع والتضليل عند الحديث عن حقوق الأقباط ، لدرجة أنه في التظاهرة الفاشلة التي انطلقت أمام الكونجرس الامريكي الشهر الماضي رفع صور لسيدات على انهن مختطفات مع أنهن وقت انعقاد المؤتمر كن في بيوتهن ، وكانت إحدى السيدات المرفوعة صورتها تزوجت بإرادتها من مسلم بعد ات تقدم لأسرتها !! والأخرى هربت من زوجها وتزوجت من مسلم بعد خلاف مع زوجها المسيحي ، والسؤال المهم الذي يجب طرحه هنا : عن أي مخطط ترعاه الحكومة المصرية لخطف القبطيات وأسلمتهن قسريا يتكلم مجدي خليل مع أن الأمن المصري بنفسه هو من يعيد غالبية الحالات ، ويبادر بنفسه بالاتصال بالكنيسة حال وجود حالة إختفاء لسيدات أو فتيات قبطيات ؟ !!.. وهذا اكد عليه الانبا بولا مطران طنطا في حوار على قناة الكنيسة الرسمية بقوله انه شاهد بنفسه على قيام الامن بالاتصال بالكنيسة لابلاغها عن وجود سيدات او فتيات مختفيات ، وأن الامن يبذل مجهودات جبارة في عهد الرئيس السيسي في هذا الامر على خلاف ما كان يحدث في ظل أنظمة سابقة ! .
وأقول لـ” مجدي خليل ” إن عرض مشكلات الأقباط على الكونجرس الأمريكي أو قنوات إسرائيلية ليست بطولة بل هي الخيانة بعينها ، فحقوق الأقباط لا يمكن أن تُحل إلا على ارضية وطنية مصرية بحتة ، فالواقع يؤكد أن الكونجرس الامريكي أو إسرائيل لا هم لهما سوى إشعال المنطقة بالحروب الأهلية والإقتتال لتسهيل تنفيذ مخططاتهما المشبوهة على الأرض باستغلال ورقة حقوق الإنسان وورقة الاقليات وألاقباط بشكل خاص لإحداث تغيرات سياسية خطرة على الأرض ، ودعوني اطرح سؤالا خطيرا واتحدى مجدي خليل أن يجيب عليه وهو : هل يجرؤ مجدي خليل أن يكشف للرأي العام أين يعمل ؟! بالطبع لن يستطيع الجهر بمكان عمله واكد على ذلك في أحد الحوارات !!! ،فلماذا إذا يفرض مجدي خليل سياجا من الكتمان والسرية عن المؤسسة التي يعمل بها في الولايات المتحدة الامريكية ؟! وهذا يطرح ويعزز التكهنات بأنه يخدم وينفذ اجندات مشبوهة تخدم بشكل او آخر المخططات الصهيو امريكية في المنطقة خاصة اجندة الموساد ووكالة الاستخبارات الامريكية الـ CIA ، ومن الامور التي يجب الوقوف عندها وتحليلها بدقة هو خطاب الكراهية الذي يبثه مجدي خليل ضد المؤسسات الوطنية في الدولة ، وخاصة الأمن والمخابرات ، حيث يواجه منتقديه بإتهامات مثيرة للسخرية ويتهمهم إتهامات مضحكة ويصفهم بأنهم عملاء للامن والمخابرات !! وكان الامن المصري والمخابرات سُبة ،
وخطورة تكرار هذه الاتهامات في مواجهة معارضيه أمر جد خطير ، لأنه يريد خلق اجيال من الاقباط مشحونة كراهية ضد مؤسسات الدولة الوطنية مستقبلا !! ، واقول لمجدي خليل إن اتهاماتك لمعارضيك بالعمالة للامن والمخابرات اتهامات ساذجة لا تسكن إلا في خيال عقل مريض حاقد على الوطن ، وإنه لخيرا للمصري أن يدافع عن جيش وامن وطنه من أن يرتمي في أحضان المخابرات الامريكية أو أن يصبح صبيا من صبيان الموساد
وللموضوع بقية