–مصر النهاردهtv–
مما لا شك فيه أن ” التقدم التكنولوجى ” يعد من أهم ركائز العصر الحديث , ف أى أمه تريد أن تتقدم تحاول أن تطور من الأجهزة التكنولوجيه الحديثه الموجودة لديها , ولكن هذا التقدم والتطور هو سلاح ذو حدين فأذا كان من الواجب علينا أن نأخذ بأساليب النمو فعلينا أن نركز دائما على الجانب الهام للتكنولوجيا وهو الجانب الايجابى الذى يسهم فى خدمة المجتمع والارتقاء به مع الاخذ فى الحسبان وجود جوانب سلبيه لا يجب ان نغفلها نظرا لخطورتها البالغه على الفرد والمجتمع لذا فالمعادلة صعبه
فالدول التى تقدم اختراعات وابتكارات جديدة فى مختلف المجالات هى دول تقدر قيمة العلم والعلماء وأى جديد لديها تضعه فى المكان الصحيح والمناسب له لكى يحقق الاهداف المرجوه منه , أما الدول التى تكتفى بأستيراد كافة الاجهزة والوسائل التكنولوجيه الحديثه فهى لا تعرف قيمتها وتتعامل مع كل جديد من منطلق واحد فقط هو ” تحقيق الربح “
فأى ابتكار جديد ينزل الاسواق يحدث عليه تنافس من قبل الشركات بحيث تقدم كل شركة عروض أفضل من منافسيها لكى تسيطر على السوق بهدف تحقيق الكسب المادى فقط
حتى وصل بنا الأمر فى عالم ” التكنولوجيا والابتكار ” المسمى ب ” العولمه ” الى امكانيه تصميم برامج وانشاء مواقع قادرة على اختراق الحسابات الرسمية والشخصيه للأفراد والشركات والمؤسسات الهامه فى الدوله ف ” قراصنة الانترنت ” لديهم أفضل البرامج التى يستطيعون من خلالها الوصول للأكواد السريه ورموز الحماية الخاصة بمختلف الحسابات و الصفحات الألكترونيه , حيث تعمل هذه البرامج على اختراق حساب شخص او هيئه والسيطره عليه وتبدء فى ارسال ” فيرس ” لكل الموجودين على الحساب الذى تم اختراقه , هذا الفيرس قد يكون عبارة عن “رسالة نصيه ,أو فيديوهات وصور وأفلام اباحيه ” بحيث يستخدم اسم الشخص الذى اخترق حسابه فى عرض هذه الافلام حتى يضعه فى موقف صعب امام جميع الاشخاص الموجودين على صفحته الذين يظنون انه هو مصدر هذه الرسائل والصور ,الأمر الذى يؤدى الى حدوث الكثير من المشكلات بين الأقارب والأصدقاء الذين ليست لديهم خبرات سابقه فى هذا الشأن
هذا هو الجانب السلبى ” للعولمه ” الذى يعتقد البعض أنه من أفضل المزايا المتواجده فى الأجهزة والألات الحديثه حيث أصبح من السهل ارتكاب الكثير من الجرائم الأفعال المشينه وارفاق التهمه بأشخاص أخرين ليس لهم ذنب
من يقدم اختراع جديد أو يقدم بحث علمى فى مجال معين يكون هدفه الرئيسى والاساسى هو تحقيق النفع والمصلحه العامه , ولكن المستهلك دااااائما يبحث عن عنصر التسليه والترفيه والاثارة والمتعه حتى وان كان ذلك يقتضى الاساءة لسمعة الغيرأو سرقة حسابات الهيئات والمؤسسات والبنوك وغيرها من الأفعال التى لا تتناسب مع طبيعة المجتمع الذى نعيش فيه
” العولمه “أو ما يقال عنها ” تكنولوجيا العصر الحديث ” التى تأتى الينا من الغرب تمد ذراعيها لتدمر قيم وعادات وسلوكيات تربينا عليها منذ الصغروهيا الأن مهددة بالانهيار ان لم تكن قد انهارت بالفعل
فأذا لم نكن على قدر المسئوليه الموكوله الينا فلا داعى ان نتحملها من البدايه , تكنولوجيا العصر الحديث هيا مسئوليه كبيره تقع على عاتق الباحثين والمفكرين والعلماء والمخترعين الذين من المفترض أن يكون لهم دورا كبيرا فى التوعيه والتعريف بأى اختراع حديث من حيث مزاياه وعيوبه والتأكيد على أنه كلما ازدادت التكنولوجيا كلما أصبح الخطر أكبر نتيجة لوجود عقليات كثيره دائما تبحث عن الشر وتحاول أن تسخر كل ما هو جديد لتحقيق هذا الهدف
أيضا علينا أن نضع برامج قادرة على التعامل مع ” الفيرس ” بشكل سريع جدااا, وبرامج أخرى تستطيع أن تحدد” مكان الفيرس والوقت الذى انتشر فيه والجهه التى يأتى منها “
يجب علينا جميعا أن نتوخى الحذر والحرص الشديد من كل ما يصل الينا نظرا لوجود الكثير من الحسابات الوهميه التى تصمم بأسماء أشخاص مشهورين ونجوم مجتمع بهدف الاساءة الى سمعتهم والتشهير بهم , كذلك طلبات الصداقه التى تأتى من أشخاص لا نعرفهم جيدا وهويتهم غير مؤكده لدينا يجب أن يتم رفضها
وفى هذه الصدد لايجب أن ننسى دور ” شرطة الانترنت ” فهى ” هيئة للرقابة على المواقع الالكترونيه ” يجب ان يكون لها دورا كبيرا وفاعلا فى عمل بحث موسع وتحقيق شامل عن أسماء المواقع و الصفحات التى تم انشائها مؤخرا وليس لها اى نشاط سياسى او اجتماعى او تنموى فهى غالبا ما تكون مواقع تجسس ونشر فيروسات مدمره لكثير من الصفحات الهامه والحسابات الشخصيه
علينا أن نذكر أنفسنا دائما أننا مجتمعا شرقيا له عاداته وتقاليده واعرافه التى تميزة عن باقى المجتمعات الاخرى , لا يجب أن تنعدم فينا الاخلاق ويموت بداخلنا الحياء فنصبح أشبه بالغابه ويسود قانونها ” البقاء للأقوى وليس للأصلح ” كل من تسول له نفسه أن يسىء لسمعة شخص أو ينشر فيديو غير لائق عليه أن يعلم جيدا أنه كما ” تدين تدان ” ولا بد أن تدور الدائرة ليأتى عليه اليوم .
أختم حديثى هذا بقول الله عز وجل فى محكم أياته ” واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ” صدق الله العظيم.
* مها عبدالحميد
* صحفية واعلامية مصرية