ناس مصر

هل يجوز صلاة المغرب قبل المغرب؟

alt=

                                                                                                                                    

       بقلم:   محمد عبد الروؤف

أخطأت عندما طننت أن الصعوبة تكمن فى كتابة المقالات الجدية فقط! فكتابة مقال “تافه” (آسف أقصد موضوع رشيق وخفيف) أيضا صعبة ومحيرة جدا!

هل أكتب مثلًا تعليقا على المداخلة التليفونية بين “الخلوق جدا” خالد الغندور و”المحترم أوى” مرتضى منصور بعد هروب “فيريرا”؟ وجدت عدم جدوى الكلام، أصلى الناس كلها عارفة الأخلاقيات العالية اللى “بتخر” من مكالمات “بندقة” و”المر بزيادة”. 
هل أكتب مثلًا عن تعليقات ورد فعل الفيس بعد كلمة باسم يوسف فى حفل افتتاح تسليم جوائز لمهرجان موسيقى عالمى؟

محبو باسم يوسف دافعوا عنه مثل المجانين كمن يدافعون عن نبى مُرسل وكارهوه هاجمهوه وكأنه شيطان وخائن لوطنه. ما الجديد؟! فنحن على علم ودراية بأن الشعب المصرى متضمنًا شعب الفيس أصبح “أوفر” فى كل شيء، فى الحب والكره أوفر، فى السياسة أوفر، حتى فى تشجيع الكورة أوفر.       
هل أكتب مثلًا عن المعركة التليفونية بين “الثورى الفظيع” خالد صلاح و”الثورى الكبير أوى” عمرو أديب ومزايدتهم على بعض عن الوطنية، بجد مايصحش كده! 
هل أكتب عن الطالب مصطفى الصاوى المعروف بالمخترع الصغير والضجة الإعلامية المصاحبة له بعد أن قبل منحة تعليمية من أهم مدارس الإمارات لتطوير مهاراته؟ الغريب أن المخترع أضاف قائلًا: إن هذه المنحة ساعدته على التوصل إلى مشروعين جديدين بخلاف مشروع “السد العربى الذكى”! فعلًا نحن سعداء بكم “الهبل”، آسف أقصد البحوث العلمية والاختراعات التى تتم على أيدى أطفال ومراهقين مصر! 
تذكر معى، خبرًا نُشر فى اليوم السابع بتاريخ 2 مارس 2015، تمكنت طالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة الفيوم، من اختراع جهاز دفع وتحكم ذاتى فى الصواريخ ومركبات الفضاء وهو بمثابة سد عالٍ جديدٍ فى مصر لإنتاج الكهرباء! طالبات فى كلية الآداب يخترعون جهاز دفع لمركبات فضائية! لن أسأل عن كيفية اختراع علمى مثل هذا على يد طالبات فى كلية الآداب! ولكن كيف تم اختباره على صواريخ ومركبات فضائية (هو احنا عندنا مركبات فضائية أصلا)!
تذكر معى أيضًا، خبرًا آخر بتاريخ 19 أبريل، (كرم محافظ بنى سويف طالبتين بالصف الثانى الثانوى بعد أن نجحا فى اختراع جهاز يُسْتَخْدَم فى تحويل عوادم السيارات إلى سماد عضوى)!

يا مثبت العقل والدين! بلد أغلب تلاميذها الابتدائى والإعدادى لا يستطيعون القراءة والكتابة، وفجأة طالبتا ثانوى أصبحتا مخترعتين لجهاز مهم كهذا!
طريقة تداول أخبار البحث العلمى بهذه الطريقة اللا منطقية ليس بالجديد، هذه مواضيع تناقش فى الجامعات وعلى أيدى متخصصين، أصلها مش فوضى!    
لا، لن نكتب عن مثل هذه الأخبار والمواضيع المستهلكة، وسنكتب عن زوجة خالى والمنتقبة! 
خرجت زوجة خالى “غير المحجبة” من بيتنا بعد زيارة قصيرة. فوقفت تنظر يمينا ويسارا فى الشارع باحثة عن السواق والسيارة. فأخرجت تليفونها المحمول من حقيبتها. 
إنت فين يا عم مصطفى، بتصلى إيه دلوقتى يا مصطفى، مايصحش تسيب العمل وتروح تصلى، ما هو العمل عبادة أيضا، ثم أنهت المكالمة. 
ولسوء حظ زوجة خالى، مرت إحدى المنتقبات أثناء هذه المكالمة وقد سمعتها. فردت المنتقبة بقوة وجسارة مدافعة عن دينها وقد كانت على أتم الاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من أجل رفع راية الإسلام، “بس برضه الصلاة عبادة وأهم”! فابتسمت زوجة خالى لها وتركتها مسرعة لتدخل المنزل لتحكى لنا عن هذه الواقعة! 
فردت أمى مسرعة وماقلتلهاش وانت مالك ليه وخليكى فى حالك أحسن. فردت زوجة خالى، لا، كان لازم أقول لها إن مصطفى السواق راح يصلى المغرب والمغرب لم يؤذَّن له أصلا. لكن أختى ابتسمت فقط وقالت تلاقيها افتكرتك مسيحية ومن بتوع العلمانية وحقوق المرأة وكده! 
طبعًا كل هذه الردود كانت داخل المنزل ولم تستطع إحداهن أن تخرج لمواجهة هذه المنتقبة الشجاعة المجاهدة التى تتمنى نيل الشهادة فى دفاعها عن الدين والصلاة! بصراحة، كم تمنيت الخروج لأتعارك معها ولكنى آسرت السلامة! بصراحة، لم أكن أنتوى الخروج بسبب ما حدث بينها وبين زوجة خالى وأن أقول لها إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه! بل لأقول لها “بجد مايصحش كده”، بسبب أن هذه السيدة كانت من بين من شكونى إلى إدارة القرية بسبب أن الكلب “النجس” بتاعى “بيهوهو” بصوت عال! 
بمناسبة المنتقبات، وصلت رسالة إلى أسامة منير فى برنامجه على “FM” من ملتحٍ يشكو ويطلب النصيحه بسبب أن من يحبها لا تريد أن تنتقب! فانفعل أسامة منير قائلا يا أستاذ أنا راجل بتكلم عن الحب وليس لى علاقة باللحى وبالنقاب وبعدين حضرتك أنا راجل مسيحى!

طبعًا هذا ليس دليلا على تفاهة أو عبس هذا الملتحى، ولكنه دليل واضح وصريح لمعارضى النظام على أننا ماضون بقوة ونجاح مبهر فى الحرب على الفكر السلفى الإرهابى، هل تخيل أحد منا أن يستمع ملتحٍ إلى برنامج “أنا والنجوم وهواك”؟!
بس خلاص!

Exit mobile version