مصر النهاردهtv
بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن تأسيس تحالف إسلامي عسكري بقيادتها، توالت التصريحات الرسمية من تلك الدول نافية علمها بهذا التحالف أو إبلاغها قبل ورود أسمائهم في إعلان التأسيس.
وبحسب تقرير نشر على موقع BBC الإخباري، فإن وزارة الدفاع السعودية، أكدت على تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو “بموافقة بلاده على الانضمام إلى التحالف، وإنها مستعدة لأداء دورها”، مضيفا أن تركيا حين تسلمت “دعوة لتأسيس تحالف أوسع” كان رد بلاده إيجابيا، واعتبرت أن “أفضل رد لمن يحاول أن يربط الإسلام بالإرهاب هو وحدة الدول الإسلامية ضد الإرهاب. ولذلك، فتركيا مستعدة للمساهمة في أي جهد لمحاربة الإرهاب”.
لكن، بعد ساعات من هذا الإعلان، أعلن المتحدث باسم الخارجية التركية، «تانجو بلجيجك»، اليوم الأربعاء، أنه «لا توجد خطط لإنشاء قوة عسكرية تركية في إطار هذا التحالف»، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
تضارب آخر في التصريحات داخل مجلس الوزراء اللبناني، جعل الموقف النهائي للحكومة اللبنانية من التحالف العسكري، الذي ورد اسم لبنان ضمن الدول المنضمة له، غامضا حتى الآن، فقد أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمّام سلام، بيانا قال فيه إنه تلقى اتصالا من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب.
وأكد سلام في البيان، أنه ” أبدى ترحيبا بهذه المبادرة انطلاقا من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته وأجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الارهابية التي مازالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين”.
وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء يعتبر أنه “لا يجب التردد في مباركة أي تحرك يهدف إلى حشد كل الطاقات ورص الصفوف لمواجهة هذه الآفة التي تشكل التحدي الأبرز لأمن منطقتنا واستقرارها”، مؤكدا على أن ما بادرت به المملكة العربية السعودية خطوة تصب في صالح شعوب جميع الدول الاسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي للإرهاب الذي يتوسل الإسلام لتغطية جرائمه، والاسلام منه براء.
واختتم قائلا: “رئيس مجلس الوزراء يؤكد أن أي خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف الإسلامي الجديد سيتم درسها والتعامل معها استنادا الى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية”.
الأزمة حول مشاركة لبنان من عدمها، ظهرت بعد بيان صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية أكدت فيه “أنها لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أية مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجياً كما تفرضه الأصول، ولا داخلياً كما يفرضه الدستور”.
واعتبرت الخارجية اللبنانية أن ما حدث يمس بموقع لبنان، المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الارهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الارهابية، كما يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعا دستوريا قائما في موضوع السياسة الخارجية، في إطار سياسة الحكومة والبيان الوزاري وبالتنسيق والتشاور مع رئيس الحكومة كما دأبت عادة، وقد حرصت دائماً على أن يكون موقفها موقفاً مستقلاً خارجياً نابعاً من أولوية مصلحة لبنان، ومن التوافق الداخلي على هذه السياسة الخارجية.
وفي باكستان، أصدر مكتب وزارة الخارجية بيانا يعلق فيه على إعلان تأسيس التحالف الإسلامي العسكري، والذي ورد فيه اسم دولتهم، وجاء فيه “كما هو معروف، فإن باكستان كانت تدعم بشكل مستمر كل الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التشدد والتطرف والإرهاب”.
وفي هذا السياق، “ترحب باكستان بتشكيل تحالف الدول الـ34 لمواجهة الإرهاب، وتنتظر المزيد من التفاصيل لتحديد مدى مشاركتها في الممارسات المختلفة الت سيقوم بها التحالف”، بحسب البيان.
ونقلا عن تقرير لصحيفة «داون» الباكستانية، فإن وزير الخارجية كان قد ذكر في لقاء مع الصحفيين اليوم إنه فوجىء بوجود اسم باكستان كجزء من التحالف.
وطلب الوزير من سفيرها في الرياض الحصول على توضيح من المملكة العربية السعودية حول هذا الأمر، بحسب الصحيفة، مضيفة أن “مسئول رفيع المستوى أكد أن باكستان لم يتم استشارتها قبل ضمها إلى التحالف”.
وفي السياق ذاته، نفت إندونيسيا نفيا قاطعا مشاركتها في التحالف الذي دعت السعودية لتأسيسه، حيث قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية «ريتنو مرصودي»:«إندونيسيا لن تشارك مطلقا في أي تحالف عسكري مع دول أخرى»، بحسب ما نقله موقع روسيا اليوم عن وكالة الأنباء الألمانية.
وصرحت «ريتنو» بأن نظيرها، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير تحدث معها في «مناسبات» حول تلك المبادرة، «لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل»، وفقا لصحيفة «كومباس»، ونقلت الصحيفة تعبير «رينتو»: «إنهم يقولون إننا ندعم هذا. أي دعم؟».
كانت السعودية أعلنت مساء الثلاثاء عن تحالف مركزه الرياض يضم 34 دولة، من بينهم تركيا ولبنان وباكستان وبتأييد من 10 دول إسلامية من ضمنها إندونيسيا، لمحاربة الإرهاب.