الجندى عبد الجواد سليم«الشهيد الحي» الذي دمر مدرعة إسرائيلية بـ«أطراف صناعية»
مهند شاكر عماره -مصر النهارده tv-
كشف الجندي عبد الجواد سويلم، تفاصيل عملية تدمير مخازن تموين إسرائيلية، أثناء حرب الاستنزاف، التي فقد فيها ذراعه اليمنى، وساقيه، وعينه اليمنى.
وقال «سويلم»، خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامج «معكم»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، مساء الخميس، إن هدف المهمة كان تعجيز العدو، واستنزاف قوته، مضيفًا: “تم ضرب هذه المخازن بقذائف القنابل، والمدفعيات والصواريخ بعيدة المدى، لكنها لم تتأثر نظرًا لوجودها تحت الأرض بأعماق بعيدة”.
وأوضح أن “الحل الأخير أمام القيادة العسكرية كان رجال قوات الصاعقة، فذهبت فرقته إلى موقع المخازن، الذي يبعد 35 كيلو متر عن قناة السويس، وكل فرد يحمل ما يقرب من 50 كيلو مواد متفجرة، واستطاعت الفرقة تدمير 11 هدفًا في توقيت واحد”.
وتابع: “عند رجوعنا أرسل العدو 4 طائرات للبحث عن من تسبب في الانفجارات، وكان قائد العملية أعطاني أمرا جعلني أتأخر عن المجموعة بمسافة نصف كيلو متر، وفوجئت بطائرة ميراج، ترصدني وتطلق عليّ الرصاص”، لافتًا إلى إصراره على مقاتلة الطائرة، وأن يستشهد واقفًا.
وأضاف أن قائد الطائرة اختفى عن مرمى بصره، وفاجأه بإطلاق صاروخ تجاهه، ما أدى لإصابته، قائلًا: “وقعت على الأرض وعند نظري حولي فوجئت بوجود أشلاء آدمية بالقرب مني، وللوهلة الأولى اعتقدت أنها لأحد زملائي، لكني اكتشفت أنها تخصني، وكانت هذه أسعد لحظات حياتي”.
وأشار إلى محاولته قتل نفسه؛ خوفًا من أن يأخذه الجيش الإسرائيلي أسيرًا، لكن قائد العملية، وزملاءه عادوا إليه وحملوه على أعناقهم، ومعهم أعضاؤه المبتورة، وعادوا إلى الوحدة، ومنها أرسلوه إلى مستشفى بورسعيد العسكري، وهم سائرون على أقدامهم، بمحازاة خط بارليف.
وقال: “كنت أرجوهم أن يتركوني في الطريق ويعودوا إلى المعكسر حتى لا ترصدهم طائرات العدو، لكنهم لم يسمعوا ليّ، وبعد وصولي المستشفى نُقلت إلى مستشفى دمياط، ومنها إلى مستشفى الحلمية العسكري”.
وأشاد بدور الممرض المجند «نسيم»، لما كان يفعله لأجله، واهتمامه البالغ به، معربًا عن تمنياته بأن يراه مرة أخرى قبل أن يتوفى؛ ليعبر له عن مدى امتنانه وتقديره لدوره.
وتابع: “في يوم شعرت بضجة غريبة في المستشفى، نتيجة زيارة الرئيس جمال عبد الناصر، ليّ، اطمأن عليّ، وناقشني في ما حدث بالعملية، وقال ليّ حد يضرب طيارة بالبندقية”، مضيفًا أنه طلب منه العودة إلى الجبهة مرة أخرى؛ ليستمر في القتال.
وأوضح أنه استطاع العودة للخدمة بعد تركيب أطراف صناعية، وحقق بعدها إنجازًا بتدميره مدرعة إسرائيلية تقل ورديات الجنود، قائلًا: “حسبت المسافة بين موقعي وموقع نقطة التصنت التي تقف عندها المدرعة، وأصبتها بـ7 قنابل، ما أدى لتدميرها ومقتل الجنود الموجودين عليها”.
وناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، السماح له بأن يُدفن بعد وفاته، في المقبرة الحاوية لأعضائه المبتورة، في مقابر الشهداء بمحافظة بورسعيد.