–مصر النهارده TV–
الإداره فن إجادة التعامل مع الأخرين وإستقطاب الجميع ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم , فهناك فارق كبير بين ” المُدير” الذى يقود موظفيه من مُنطَلق سلطاته القياديه بحيث يستخدم صيغة الأمر دائما مما يبعث الخوف فى قلوب الأشخاص التى تتعامل معه وتحت إمرته فهو يتحدث بإسلوب
” الأنا ” و دائما ما ينسب الفضل لنفسه فى أى نجاح يتحقق ويستخدم من حوله كيفما شاء , و ” القائد ” الذى يستطيع ان يقود أُمه بأكملها بحنكته وذكائه فهو يُعلِّم مَن حوله الأعتماد على الإراده والقوه ويبعث فيهم روح الحماس والمُثابره والجد لتحقيق الأهداف ,فالقائد دائما يقول ” نحن ” ولا ينسب أى نجاح لنفسه فقط بل يتحدث دائما بروح الفريق وحريص على التطور والتجديد.
من هذا المنطلق أقول بإن الطابع العام فى مصر يغلب عليه ” الإداره وليست القياده” تلك الإداره تتمثل فى وجود مدير يحتكر منصبه ليعطى أوامر لمن هُم حوله بإسلوب يحمل بين ثناياه تهديدا بأنه فى حالة عدم تنفيذ تلك الأوامر سيكون رد الفعل شديد ومُهين أحياناً
ما يحدث فى مصر الأن يشير إلى أن هناك حالة من موات الضمير لدى الكثير من الإدارات التى أصبحت تحرص على جمع الأموال حتى وإن كان ذلك يتطلب اللجوء ل أساليب غير مشروعه الأمر الذى يؤدى إلى إنهيار تلك المؤسسات التى يعتمد مديريها على أسلوب الهيمنه والسيطره سواء كانوا على صواب أم على خطأ .
التدرج الوظيفى أصبح يُمثل نكبه كبيره فى الكثير من المواقع الهامه بالدوله, فبدلا من أن يصبح هذا التدرج عامل مُحفِّظ للتقدم أصبح عامل مُحبِط مُهدِر لكرامة الشخص الذى يريد أن يُقدِّم أفضل ما لديه من قدرات ويستنكر ما يرى من فساد .
فعندما يحدث خطأٍ ما أو تجاوزمن قِّبل شخصيه إداريه بعينها يلجأ المرؤس للإداره الأعلى منها مباشرة بحكم ” التدرج الوظيفى ” فيجد رد الفعل مجرد جبر خاطروإن وُجِد , لكن أن يتم إتخاذ إجراء قانونى حاسم من قبل إداره العليا ضد الإداره التى تليها أو تأتى بعدها مُباشرةً فى السُلَم الوظيفى فهذا لاولم ولن يحدث أبدااااااااااااااااااااااااااا!!!!
الخطأ ليس عيب ولكن العيب بعينه هو مساندة المُخطأ والوقوف إلى جانبه وحمايته بشكل يجعله يرتكب من الأخطاء ما يشاء لأنه يعلم عُلم اليقين أنه لن يُعاقَب على ما يفعل أياً كان خطئه .
الإستهتاروالإستهانه فى مُتابعة الإدارات من قِّبَل القيادات والتراخى فى مُعاقبة كل من يَثبُبت عليه الفساد بالتزامن مع الإتقان فى عقاب ذوى الضمائر الحيّه هذا ما يجعلنا مُجتمع غير قابل للتقدم خطوه واحده إلى الأمام مما يجعل الدوله فى مهب الريح, طالما أننا نحمى الكبير ونُحاجى عليه من الوقوع تحت طائلة القانون ونبرر أخطائه وفى نفس الوقت نُحاسب الصِغار على أخطائهم بردود أفعال قد تكون أشد وأعظم من الخطأ الذى تم إرتكابه
إستشهاداً بمقولة الدكتور / أحمد زويل ” الغرب ليسوا عباقره ونحن لسنا أغبياء هُم فقط يُدعّمون الفاشِل حتى ينجح ونحن نحارب الناجِح حتى يفشل “
ما كان لأُمه أن تنهض بمثل هذه الأفكار العقيمه , فعندما نجد الشخص الإدارى يضع كل فرد فى وظيفه مُنافيه لتخصصه العلمى ومجال دراسته وبالتالى لن يستطيع الفرد أن يقدم جديد فى عمل لا يفقه فيه شىء , إذا كان هناك قانون ومن الواجب تطبيقه فلابد أن يُطبَّق على الجميع وإذا كنا نعيش بإسلوب البقاء للأقوى وليس للأصلح ف على الضعيف أن يِخرُج من جُعبته وأن يتحلل من صمته وأن يقتُل خوفه ويقف أمام كل من ينتزع حقه
وعلى أولىِ الأمر وصُناَع القرار الإختيار إما أن تكونوا قدوه صالحه نتعلم منها ونستند إليها , قدوه تنفع من حولها بما اوتيت من علم , قدوه غير متحيزه لطرف على حساب طرف أخر بحكم الصداقه أو القرابه أو المصالح التى لا تنتهى ,وإما أن تكونوا مجرد أشخاص تملأ أماكنها لفتره مُعينه وترحل
ولكن إحذروا لأن الرحيل هُنا لن يكون مُشرفاً كما تعتقدون ” إن الله لا يظلِمُ الناس شيئا ولكنَ الناس أنفسهم يَظلِمون ” من إحتل منصب من أجل جمع المال وفرض السيطره وإرهاق من هُم حوله وتفضيل أُناس بعينهم على أخرين فلن يفلت بهذا وستكون نهايته شر نهايه
” فأتعظوا ممن سبقكم لأن العاقل دائماً من إتعظ ” , وكفى بالذل واعظاً.
رسالتى الأخيره إلى نواب مجلس الشعب القادم ” حاربوا الفساد بشتى الطرق ” لا تجعلوا هذه الجمله مجرد كلمات مُرسَله فى برامجكم الإنتخابيه لتحصدوا أصوات الناخبين . كرثوا فترة نيابتكم لتنظيف ما تراكم عليه التُراب وتحريك الماء الراقد, قفوا أمام كُل من سَوّلت له نفسه أنه محمى ولن يقع تحت طائلة القانون , أبحثوا فى ملفات القيادات السابقه التى إنتهت فترة عملها , والذين تقدموا بإستقالات فى ظروف غامضه , أصلحوا البذره كى يكون البناء قوى وشديد ولا يتسطيع أى ريح أن يقتلعه من جذور
بسم الله الرحمن الرحيم ” وإذا قيل لهم لا تُفسِدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مُصلِحون ألا إنهم هم المُفسدون ولكن لا يشعرون “